الجمعة، 16 ديسمبر 2011

الانتخابات ....................والبعد الغائب


الانتخابات ....................والبعد الغائب



كنا في بعض جولاتنا الانتخابية لحزب النور وإذا نحن يصل إلى مسامعنا أن بعض 

التيارات على الساحة تشتري أصوات الناخبين ب50 حنيها و100جنيها وقد يصل

 الصوت إلى 200جنيها فدهشت لذلك الاسلوب رغم ما يدعون من نزاهة وثبات 

على المباديء والتفت إلى بعض اخواني وقلت له : بهذه الامكانيات الضعيفة التي

 لامصدر لهاالا تبرعات اهل الخيرو بعدنا عن السياسة الميكافللية التي !!!.....تقول

 ان الغاية تبرر الوسيلة وثباتنا على مبادئنا في ظل تلك اللعبة........ينتابني شعور

 أن معركتنا خاسرة


فنظر إلي بعينين يملؤهما اطمئنان عجيب يسري إلى قسمات وجهه وقال تلك الكلمات 

التي كنت أعلمها ولكن في صخب التبعات والأحداث كدت أنساها ولعلها أصبجت بعدا 

غائبا عن حلبة الأحداث


قال:لقد انخرطنا في هذه الانتخابات بهدف إعلاء كلمة الله ...أي شرعه وأوامره 

ونواهيه ...لنؤثر في المجتمع نحو تطبيق شريعة رب العالمين التي اشتاقت إليها 

البشرية طويلا ...دخلنا غمار ذلك المعترك ولم نغير ولم نبدل ولانحسن ذلك 

ولايشرفنا أن نستخدم تلك السياسة الميكافللية بل ننطلق من رؤية ربانية لهذه الحياة 

ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين ساسوا وقادوا أعظم دولة 

عرفها التاريخ وأن الشريعة فوق الزمان و فوق المكان .. صدعنا بالحق (إن الحكم

 إلا لله ) وبينا رؤيتنا في كل مجال من مجالات الحياة ولسنا ننفق من جيوبنا 

الخاصة ولا نحتكر دين الاسلام فكل ذلك مبثو ث في كتاب الله وسنة رسول الله صلى

 الله عليه وسلم 


..لقد قمنا بجولا تنا الانتخابية ونحن لانريد من الن

اس جزاءا ولا شكورا ولكن نريد أن نعلمهم أن الاسلام دين ودولة وأن الحياة 

لاتصلح إلا بدين الله فهو سر الحضارة والتقدم في ركب الدنيا والآخرة..فهي إذن 

حملة دعوية أصالة ..ولا أسباب عندنا أعظم من التوكل على الله ..وسوف يقدر لنا 

الخير ولو حتى لم نفز فقد احتملنا كل شيء في سبيل ربنا عسرا ويسرا رخاءا وشدة 

...نتوكل عليه تبارك وتعالى ونحسن الظن به(والله يعلم المفسد من المصلح )(إنا لا

نضيع أجلر المصلحين ) وغير ذلك السبيل فعاقبته معروفة (إن الله لايصلح عمل 

المفسدين) وعلى قدر مافي قلوبنا سوف يعطينا رب العالمين فإن الأمر من هاهنا 

وأشار إلى السماء وليس من هاهنا وأشار إلى الأرض (إن يعلم الله في قلوكم خيرا 

يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) فهل يرى الله من قلوبنا ما يحب ويرضى من الإخلاص

 والصدق ما يغير بنا وجه الأرض ؟؟؟؟....فقلت له : أسأل الله أن يستعملنا ولا 

يستبدلنا 


إذن فلا تغرنا الأعداد ولا الامكانيات ف(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله 

والله مع الصابرين)

السبت، 12 نوفمبر 2011

فيديو : سلسلة مجالس القرآن للدكتور / أبو بكر القاضي

فيديو : سلسلة مجالس القرآن للدكتور / أبو بكر القاضي


إعلان مجالس القرآن


مجالس القرآن 1


مجالس القرآن 2


مجالس القرآن 3


مجالس القرآن 4


مجالس القرآن 5


مجالس القرآن 6


مجالس القرآن 7


مجالس القرآن 8


الخميس، 15 سبتمبر 2011

سلسلة رياح التغيير 4

إلى الإيجابية يا شباب


كتبه / أبو بكر القاضي

? فكثيراً ما بيت الشباب عبارة الإيجابية وهى تعنى عند الكثيرين أن نعمل أى شيء فضلاً عن أن يكون ذلك الشيء هو الصراخ والعويل فضلاً أن يكون غناءً ورقصاً المهم أن نعمل أى شيء ولو أن تضرب رأسك بالحائط فتدميها.

? ولكن المؤمن له شأن أخر وهو يعلم أن الإيجابية هى إجابة داعى الله فى كل وقت وحين (يا قومنا أجيبوا داعى الله) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (24) سورة الأنفال.

? فالإيجابية إذاً طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والسلبية هى معصية الله ورسوله صلى الله عليه و سلم لذلك الإيجابية ليست شعارات وألفاظاً بل حقائق وأعمالاً وليست أى أعمال بل أعمال ترضى الرحمن تبارك وتعالى على وفق ما قاله الله تعالى وقاله رسوله صلى الله عليه و سلم

? هذا المفهوم للإيجابية الذى فهمه الصحابة رضوان الله عليهم ففتحوا الدنيا والقلوب قبل البلاد فنشروا النور والهدى وقادوا الدنيا إلى ربها وعلموها العدالة والحرية ونشروا التقدم والسعة ببركة منهجهم الربانى.

? قال ربعي لرستم (إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد) (الحرية)    

? ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ( العدالة )

? ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ( الغنى والإنجاز والسعادة)

? هذه هى الإيجابية الحق إذا تحققت فى أنفسنا وفى مجتمعنا فستنور الدنيا بأسرها لا مجرد بلداً ..... هيا يا شباب إلى علم نافع وعمل صالح لنصلح الدنيا بدعوة ربانية وجهاد فى سبيل الله تبارك وتعالى ... إتباع للرجال وثبات على المبادئ ومثابرة ومرابطة من أجل تحقيق رضا الله تبارك وتعالى .... فهذه هى الإيجابية....

فهل أنت إيجابى ؟

سلسلة رياح التغيير 3

انقلاب



كتبه / أبو بكر القاضي

? انقلاب على العقائد الفاسدة لإرساء عقائد صحيحة، انقلاب على السلوكيات السيئة لتغييرها لسلوكيات قويمة ، انقلاب فى الأفكار والقيم والمبادئ فى الأعمال والإنجازات من سفاسف الأمور إلى معاليها.


? يترك الإنسان فى ذلك الانقلاب .... الكلام فى الغيبة والنميمة أو فيما لايفيد الى الكلام في ذكر الله والعلم والدعوة إلى الله – يترك سماع الأغانى إلى سماع القرآن ودروس العلم، ويترك النظر إلى المحرمات إلى النظر إلى المصحف وإلى خلق السموات والأرض ليتفكر ويقول { رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} (191) سورة آل عمران.

? يترك التحرك من أجل الشهوات ويتحرك فى الخيرات توبة وإنابة إلى الله (اتق فيما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن).

? تغير وانقلاب ينبع من الداخل من القلب والروح لتكوين إنسان جديد ليقوم بالأمانة العظيمة وبأمر الله من تحقيق العبودية {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا}

? ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات ويتوب الله على المؤمنين والمؤمنات وكان الله غفوراً رحيماً.  

سلسلة رياح التغيير 2

 غير حياتك


كتبه / أبو بكر القاضي

? الحياة كل يوم تتغير هذا كلام أربابها والمنغمسين فى الدنيا هم دائماً يسعون إلى التطور والوصول لأعلى مستويات رفاهية البدن وكل ذلك إلى فناء وزوال {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ، وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} (26، 27) سورة الرحمن، فكيف يكون شوق السائر إلى الله وإلى الدار الآخرة فى تجديد حياته بتجديد إيمانه ونيته فى الحياة نعم لماذا نحيا عباد لله؟! هل من أجل الطعام ؟ وما لذة الطعام  إلا لحظات لا تغنى ويؤدى بنا الأمر إلى المرض والتلبك المعوى، هل من أجل المال ، فكفى أنه يتركك بمفردك لحظة دخولك إلى القبر فما أقل وفاءه ؟ ويذهب خادماً إلى ورثتك...


? هل من أجل لذة الجنس فهى لحظات أقل من لحظات الطعام تبدأ متأخرة بعد البلوغ وتنتهى مبكراً قبل الشيخوخة ....ولا يبقى- وهو الباقى فى الحقيقة – إلا أننا نعيش من أجل معنى أكبر من كل ذلك ولا أكبر من الله تبارك وتعالى.

?فهل من نية ومقصد من هذه الحياة أن تقوم وتنام وتأكل وتشرب وتجوع وتمشى وتقعد وتسكت وتتكلم وتضحك وتكتب وتقرأ وتدعو أن يكون كل ذلك لله وبهذا تكون الحياة تجارة رابحة – كل حركة بحسنة وأجر من عند الله. {إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ } (111) سورة التوبة، نريد أن نعيش لله وإذا متنا نموت لله شهادة فى سبيله فهذه فعلاً هى الحياة ، {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام، هذا هو أول التغيير والتطوير لمشابهة الأنبياء والصالحين فهل من مشمر لدعوة التطوير !!؟؟

الثلاثاء، 6 سبتمبر 2011

سلسلة رياح التغيير 1

رياح التغيير 


كتبه / أبو بكر القاضي

? العالم كله يتغير – فإلى متى الثبات ... لابد من مواكبة لذلك العصر – بالتغيير الحقيقى ولكن ليس كل تغير يُعد إنجازاً لذلك لم يأت الأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه فقط بالتغيير بل جاءوا بالإصلاح وهو التغيير على مراد الله لتحقيق العبودية ولقيادة البشرية لرب البرية تبارك وتعالى، قال شعيب عليه السلام { إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (88) سورة هود.

? لذلك نريد أن نكسر حاجز الثبات على المنكرات والمعاصى والمخالفات – أن نتخلص من أسر الشهوات ، إن ذلك الانقلاب على نظام الفساد نـظام النفس الأمارة بالسـوء... نريد تغييــراً عن رتم الحياة الثابت على المعصية المتكـررة – نريد حملة صادقة عــلى التوبـة على توبة شاملة عن كل الذنوب ، وهذا هو النصيب الذى نريده من رياح التغيــير. { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} (11) سورة الرعد .




  

الجمعة، 26 أغسطس 2011

فرنسا و الوجه القبيح

فرنسا و الوجه القبيح


في ظل ما نحياه من صراع فكري وجدل عقيم بين الليبراليين الذين يحلمون بالخرية 

المطلقة التي تريد أن تحل كل شيء مادامت لا تضر بالآخرين وبين الإسلاميين الذين 

يريدون تحقيق العبودية  لله على أرضه وتحت سمائه ويشتد احتدام الحوار الذي 

يتحول إلى قذائف وقنابل من الطرفين ولا يزالون الليبراليون يؤكدون على حق 

الانسان في الحرية المطلقة...وفي ظل كل تللك المشاهد تخرج علينا فرنسا بنت

 الحرية الليبرالية البكر بمشهد يبين للعالم كله وجه تللك الحرية القبيح الزائف

 ...امرأة اختارت بكامل حريتها الاسلام دينا تدين به لله رب العالمين وواختارت

 النقاب زيا مميزا لهويتها وشخصيتها المسلمة والحرية المزعومة قد كفلت للمرأة

 العارية الكاسية بجانبها أن تتسنم هواء التبختر والذهاب في أي مكان فإذا عربة من

 عربات الشرطة تستوقف الأخت المنتقبة ويصرخ الشرطي بأن انزعي نقابك فإنه

 ممنوع وأنت بحكمك مواطنة فرنسية عليك واجب الالتزام بالقانون فقالت الأخت

 الحرة الأبية التي ذاقت طعم الايمان عن يقين عميق غائر وإني كمواطنة لي حق

 ممارسة شعائر ديني فماكان منهم إلا أن خلعوا ملابس الزور والكذب المدعية

 السماحة وقبول الآخر وبالقوة كبلوها ليقتادوها إلى المركز القومي بعد أن أرادوا

 تفتيشها واشترطت هي أن يكون التفتيش غير خادش للحياء!! وتكبل كأنها مجرمة

 تقتاد للسجن على حد تعبيرها وتصرخ لا ..لا..لا حتى تملأ الأجواء صراخا!!!أهذه

 هي الليبرالية وحرية الاختيار والحرية المطلقة التي صدعوا أدمغتنا بها ليبرالية

 وأريحية مع كل شيء إلا مع الإسلام لله رب العالمين (ومانقموا منهم إلا أن يؤمنوا

 بالله العزيز الحميد) إن هذا المشهد لايعبر إلا عن صراع العقيدة الممتد في عمق

  التاريخ وماهذه الأجيال إلا حلقات من هذالصراع الدفين ظاهرا المضطرم باطنا ...

 وفرنسا تلعب بالنار لأنها تحاول قمع ذلك العملاق الذي سوف يخرج من أحضان

 كفرها وعهرها طاهرا قويا متصلا بالسماء إنه الإسلام الذي لا يعرف القيود والذل...

 دين الله الذي ينصره وحده تبارك وتعالى ..وتنطلق جحافل فرسان العزة شباب

 يحاولون حماية هؤلاء الفتيات المنتقبات نصرة لله...!وبعد هذا ينخدع كثير  من

 الميسلمين بمسمى الحرية المستوردة من أوروبا والعالم الغربي ويقف بصفهم ضد

 الانصياع  لشرع رب العلمين شاء أم أبى فالناس الآن إلى فسطاطين فساط إيمان لا

 نفاق فيه وفسطاط نفاق لا إيمان فيه .. لاحرية حقيقية إلا في ظل الإسلام الذي كفل

 لذلك الإنسان كرامته فقد قال تعالى(ولا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ) فلا

 يصح أصلا إيمان مكره ولا يعتبر بكلامه  أصلا فهل لايزال ذلك الوجه القبيح الشنيع

 مغيبا عنا أم نستفيق في ظل التغيرات الحاسمة التي تمر بها مصر والتي سيتحدد

 عليها مصير المسلمين في المشرق والمغرب فالصراع اشتد والتركة مهترئة كل

 يريد أن يرثها فهل نستفيق من الغفلة؟؟؟ 

الثلاثاء، 16 أغسطس 2011

العمر الآخر

العمر الآخر


هل يمتد عمر الإنسان بعد موته صلاحاً و إصلاحاً ؟! تخليداً لذكره في الآخرين حتى يبلغ الله عنه إذا كان صادقاً في حبه لربه و في عمله الذي يسير به لله { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين }أتم خطبته بعد موته بلاغاً و نصحاً و حناناً متدفقاً وبلغه رب العالمين عنه قبولاً و رفعاً لذكره .. و قد رأى النبي صلى الله عليه و سلم ليلة الإسراء موسى عليه السلام قائماً يصلي في قبره ليس تكليفاً بل نعيماً بالصلاة ......فهل نصدق الله في اعمالنا لنضم أعماراً إلى أعمارنا ولا ننقطع عن قرة العين ولذة الأرواح في طاعته والتبليغ عنه تبارك و تعالى رسالاته ؟؟؟!!

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

حديـــث الأشـــواق

حديـــث الأشـــواق



كتبه / أبوبكر القاضي

لازلت أسمعه .... أجد حلاوته فى سمعى، ومذاقه فى روحى... 


لازلت أتذكر ذلك الصوت النابع من ذلك القلب النابض بحب 


الآخرة والتشوُّفِ إليها ........


 ذلك الصوت يتسرب إلى النفس فإذا هى غير النفس التى أعلمها بآمال وهموم وأشواق جديدة.

 لازلت أتذكر وأنا أنظر إلى شفتَىْ الشيخ ينحدر من بينها نهر النور والعرفان وهو يسرُّ ويتمتم بذكر الله ثم يبدأ في خطبته .

 وأنا أحدق إلى لالئ درية تلك الشعيرات البيضاء فى لحيته وهى تعبر عن قصة الكدح والكفاح فى طريق السير إلى الله والدار الآخرة.

 نبرة صوت دافئة تختضن الروح وهى تتحدث بحديث الأشواق.

 لازلت أتذكر ذلك المجلس من بين ملايير ملايير المخلوقات فى ذلك الكون الواسع الشاسع وتتنزل عليه البركات والرحمات وينظر إليه الرحمن من علاه من فوق سبع سماوات ويلتفت إليه حفظاً ورعايةً {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} الطور48

 ذلك المجلس الذى تمتد إليه وتشخص إليه اهتمامات مخلوقات عظيمة عند الله ..ملائكة الرحمن فيتنادوْن بعد سياحة عريضة في ملكوت الله بحثاً عنها (هلمّ إلى حاجتكم) مجالس الذكر ها أنا ذا أقعد فى موكب النورالسائر إلى الله والشيخ يتحدث ونستطعمه الحديث ويطعمنا من حديث الأشواق وحلاوات الإيمان تتدفق من شلالات الروح المتدفقة من كل نافذة من نوافذ المسجد والتي تغمرنا بسكينة ونشوة عجيبة مع القرآن المتلوَّ بمزامير التغنى به.. لا يكاد ينطق بكلمة إلا ودمعه يصدِّقها ووجهه يشرق وكأنه يرى بل وكأننا نرى و نطالع أرض الأشواق و القرب من الحبيب الله القريب المجيب تبارك وتعالى..جنة الله...

 لازلت أشعر بحنين ولذة وجدان حين أذكر الله وقوله تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } وهاتيك دموع المحبين الذاكرين...حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه إن الله يأمرنى أن تقرأ علىّ سورة البينة فقال له أبى بن كعب رضى الله عنه (وسمّانى لك) فقال له نعم ففاضت عيناه حباً وشوقاً إلى الله.

 نذكره فيذكرنا... نزداد له حباً بحبه لنا (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )

 حديث الأشواق والكلام عن الرب يقوم به النبى صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضوان الله عليهم(إن الله لا ينام ولا له أن ينام يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ويخفض القسط ويرفعه، حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحان وجهه ما مد إليه بصره).رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

 ولا تزال تسرى الأنوار الثجاجة الفياضة.
 يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (يمين الله ملأى لا تغيضها  نفقة سحاء الليل والنهار أرءيتم ماذا أنفق منذ خلق السمات والأرض لم يغض ما في يمينه وبيده الأخرى الميزان).

 فيتجلى فى القلب منزلة التوكل وحسن الظن بعد تربُّع منزلة مشاهدة الجلال والجمال أشعة نورانية ( إن الله جميل يحب الجمال )

ويتلو الشيخ علينا بصوته الرقراق {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ}

- فتنفتح النوافذ حولنا من كل جهة ويظهر الكون فى مكاشفات عظيمة .. هيهات هذه عظمة المخلوق فكيف عظمة الخالق !!!

- حديث الأشواق إخوانى ... هو حديث لا يفتر سامعه ولا يمل قارؤه ولا يغمض
 عينه وكأنه ليس من الدنيا .... بل هو من الجنة.

- حديث الأشواق تقف الدنيا واجمة مذهولةً عند بدءه تعلم أنها ليس لها مكان فهنا فقط تتجلى أفراح الآخرة ....

- إخوانى ... الآخرة تبنى بناءا شامخا ... منزلتك ... درجتك ... بيتك .... نُزلك... سماعك... لقاؤك.

 كل ذلك يبنى بالعمل والبذل والحادى إليه ... حديث الأشواق.

 وفى ظل بل فى ظلال الحياة بل الحيوان {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ }.

 وأنا كلى وكيانى أذاناً تذوق النعيم.

- إذا بالشيخ يختم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

- فتكون النهاية ....... البداية فى وجدان الذكرى فى القلب والانطلاق فى بناء درجات من الجنان بالأعمال ، فعن أبى سعيد الخدرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف والدرجات كما، تتراءون الكوكب الدرى الغابر فى الأفق).

- درجات بينها مسافات لا تحيط بها العقول فى الدنيا هنا ملايين السنين الضوئية فضلاً عن الآخرة...

- أستعد للعمل وإن كان سيرى ضعيف ولكن الصوت لا يزال فى مسامعى  والمشاهد 

فى عينى أسير وقد انتعشت روحى بأشواقها منتظرة ... الحديث الآتى وأنا أعلم

أنه لا ينتهى لأن أنوار الأسماء الحسنى وجمالها وكمالها لن تحيط بها العلوم 

والأفهام والأحاديث .... وبناء الآخرة ممتد امتداد عمرى فهل ذلك يجدى ؟ !!! نسأل 

الله أن يعيننا على تعمير سنيِّ عمرنا بخدمته والعمل على نصرة الدين وعبادته ولذة 

السير بين يديه تبارك وتعالى

وأن يجبر كسرنا وينعم علينا بكرمه وجوده وألا يحرمنا ... من .... 

حديث الأشواق



 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة