الانتخابات ....................والبعد الغائب
كنا في بعض جولاتنا الانتخابية لحزب النور وإذا نحن يصل إلى مسامعنا أن بعض
التيارات على الساحة تشتري أصوات الناخبين ب50 حنيها و100جنيها وقد يصل
الصوت إلى 200جنيها فدهشت لذلك الاسلوب رغم ما يدعون من نزاهة وثبات
على المباديء والتفت إلى بعض اخواني وقلت له : بهذه الامكانيات الضعيفة التي
لامصدر لهاالا تبرعات اهل الخيرو بعدنا عن السياسة الميكافللية التي !!!.....تقول
ان الغاية تبرر الوسيلة وثباتنا على مبادئنا في ظل تلك اللعبة........ينتابني شعور
أن معركتنا خاسرة
فنظر إلي بعينين يملؤهما اطمئنان عجيب يسري إلى قسمات وجهه وقال تلك الكلمات
التي كنت أعلمها ولكن في صخب التبعات والأحداث كدت أنساها ولعلها أصبجت بعدا
غائبا عن حلبة الأحداث
قال:لقد انخرطنا في هذه الانتخابات بهدف إعلاء كلمة الله ...أي شرعه وأوامره
ونواهيه ...لنؤثر في المجتمع نحو تطبيق شريعة رب العالمين التي اشتاقت إليها
البشرية طويلا ...دخلنا غمار ذلك المعترك ولم نغير ولم نبدل ولانحسن ذلك
ولايشرفنا أن نستخدم تلك السياسة الميكافللية بل ننطلق من رؤية ربانية لهذه الحياة
ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين ساسوا وقادوا أعظم دولة
عرفها التاريخ وأن الشريعة فوق الزمان و فوق المكان .. صدعنا بالحق (إن الحكم
إلا لله ) وبينا رؤيتنا في كل مجال من مجالات الحياة ولسنا ننفق من جيوبنا
الخاصة ولا نحتكر دين الاسلام فكل ذلك مبثو ث في كتاب الله وسنة رسول الله صلى
الله عليه وسلم
..لقد قمنا بجولا تنا الانتخابية ونحن لانريد من الن
اس جزاءا ولا شكورا ولكن نريد أن نعلمهم أن الاسلام دين ودولة وأن الحياة
لاتصلح إلا بدين الله فهو سر الحضارة والتقدم في ركب الدنيا والآخرة..فهي إذن
حملة دعوية أصالة ..ولا أسباب عندنا أعظم من التوكل على الله ..وسوف يقدر لنا
الخير ولو حتى لم نفز فقد احتملنا كل شيء في سبيل ربنا عسرا ويسرا رخاءا وشدة
...نتوكل عليه تبارك وتعالى ونحسن الظن به(والله يعلم المفسد من المصلح )(إنا لا
نضيع أجلر المصلحين ) وغير ذلك السبيل فعاقبته معروفة (إن الله لايصلح عمل
المفسدين) وعلى قدر مافي قلوبنا سوف يعطينا رب العالمين فإن الأمر من هاهنا
وأشار إلى السماء وليس من هاهنا وأشار إلى الأرض (إن يعلم الله في قلوكم خيرا
يؤتكم خيرا مما أخذ منكم) فهل يرى الله من قلوبنا ما يحب ويرضى من الإخلاص
والصدق ما يغير بنا وجه الأرض ؟؟؟؟....فقلت له : أسأل الله أن يستعملنا ولا
يستبدلنا
إذن فلا تغرنا الأعداد ولا الامكانيات ف(كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
والله مع الصابرين)