Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

الثلاثاء، 2 أغسطس 2011

حديـــث الأشـــواق

حديـــث الأشـــواق



كتبه / أبوبكر القاضي

لازلت أسمعه .... أجد حلاوته فى سمعى، ومذاقه فى روحى... 


لازلت أتذكر ذلك الصوت النابع من ذلك القلب النابض بحب 


الآخرة والتشوُّفِ إليها ........


 ذلك الصوت يتسرب إلى النفس فإذا هى غير النفس التى أعلمها بآمال وهموم وأشواق جديدة.

 لازلت أتذكر وأنا أنظر إلى شفتَىْ الشيخ ينحدر من بينها نهر النور والعرفان وهو يسرُّ ويتمتم بذكر الله ثم يبدأ في خطبته .

 وأنا أحدق إلى لالئ درية تلك الشعيرات البيضاء فى لحيته وهى تعبر عن قصة الكدح والكفاح فى طريق السير إلى الله والدار الآخرة.

 نبرة صوت دافئة تختضن الروح وهى تتحدث بحديث الأشواق.

 لازلت أتذكر ذلك المجلس من بين ملايير ملايير المخلوقات فى ذلك الكون الواسع الشاسع وتتنزل عليه البركات والرحمات وينظر إليه الرحمن من علاه من فوق سبع سماوات ويلتفت إليه حفظاً ورعايةً {وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ} الطور48

 ذلك المجلس الذى تمتد إليه وتشخص إليه اهتمامات مخلوقات عظيمة عند الله ..ملائكة الرحمن فيتنادوْن بعد سياحة عريضة في ملكوت الله بحثاً عنها (هلمّ إلى حاجتكم) مجالس الذكر ها أنا ذا أقعد فى موكب النورالسائر إلى الله والشيخ يتحدث ونستطعمه الحديث ويطعمنا من حديث الأشواق وحلاوات الإيمان تتدفق من شلالات الروح المتدفقة من كل نافذة من نوافذ المسجد والتي تغمرنا بسكينة ونشوة عجيبة مع القرآن المتلوَّ بمزامير التغنى به.. لا يكاد ينطق بكلمة إلا ودمعه يصدِّقها ووجهه يشرق وكأنه يرى بل وكأننا نرى و نطالع أرض الأشواق و القرب من الحبيب الله القريب المجيب تبارك وتعالى..جنة الله...

 لازلت أشعر بحنين ولذة وجدان حين أذكر الله وقوله تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ } وهاتيك دموع المحبين الذاكرين...حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب رضي الله عنه إن الله يأمرنى أن تقرأ علىّ سورة البينة فقال له أبى بن كعب رضى الله عنه (وسمّانى لك) فقال له نعم ففاضت عيناه حباً وشوقاً إلى الله.

 نذكره فيذكرنا... نزداد له حباً بحبه لنا (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )

 حديث الأشواق والكلام عن الرب يقوم به النبى صلى الله عليه وسلم بين أصحابه رضوان الله عليهم(إن الله لا ينام ولا له أن ينام يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار ، وعمل النهار قبل عمل الليل ويخفض القسط ويرفعه، حجابه النور لو كشفه لأحرق سبحان وجهه ما مد إليه بصره).رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه

 ولا تزال تسرى الأنوار الثجاجة الفياضة.
 يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (يمين الله ملأى لا تغيضها  نفقة سحاء الليل والنهار أرءيتم ماذا أنفق منذ خلق السمات والأرض لم يغض ما في يمينه وبيده الأخرى الميزان).

 فيتجلى فى القلب منزلة التوكل وحسن الظن بعد تربُّع منزلة مشاهدة الجلال والجمال أشعة نورانية ( إن الله جميل يحب الجمال )

ويتلو الشيخ علينا بصوته الرقراق {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ}

- فتنفتح النوافذ حولنا من كل جهة ويظهر الكون فى مكاشفات عظيمة .. هيهات هذه عظمة المخلوق فكيف عظمة الخالق !!!

- حديث الأشواق إخوانى ... هو حديث لا يفتر سامعه ولا يمل قارؤه ولا يغمض
 عينه وكأنه ليس من الدنيا .... بل هو من الجنة.

- حديث الأشواق تقف الدنيا واجمة مذهولةً عند بدءه تعلم أنها ليس لها مكان فهنا فقط تتجلى أفراح الآخرة ....

- إخوانى ... الآخرة تبنى بناءا شامخا ... منزلتك ... درجتك ... بيتك .... نُزلك... سماعك... لقاؤك.

 كل ذلك يبنى بالعمل والبذل والحادى إليه ... حديث الأشواق.

 وفى ظل بل فى ظلال الحياة بل الحيوان {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ }.

 وأنا كلى وكيانى أذاناً تذوق النعيم.

- إذا بالشيخ يختم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

- فتكون النهاية ....... البداية فى وجدان الذكرى فى القلب والانطلاق فى بناء درجات من الجنان بالأعمال ، فعن أبى سعيد الخدرى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف والدرجات كما، تتراءون الكوكب الدرى الغابر فى الأفق).

- درجات بينها مسافات لا تحيط بها العقول فى الدنيا هنا ملايين السنين الضوئية فضلاً عن الآخرة...

- أستعد للعمل وإن كان سيرى ضعيف ولكن الصوت لا يزال فى مسامعى  والمشاهد 

فى عينى أسير وقد انتعشت روحى بأشواقها منتظرة ... الحديث الآتى وأنا أعلم

أنه لا ينتهى لأن أنوار الأسماء الحسنى وجمالها وكمالها لن تحيط بها العلوم 

والأفهام والأحاديث .... وبناء الآخرة ممتد امتداد عمرى فهل ذلك يجدى ؟ !!! نسأل 

الله أن يعيننا على تعمير سنيِّ عمرنا بخدمته والعمل على نصرة الدين وعبادته ولذة 

السير بين يديه تبارك وتعالى

وأن يجبر كسرنا وينعم علينا بكرمه وجوده وألا يحرمنا ... من .... 

حديث الأشواق



0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة