آخــــر الفرســـــــان
كتبه / أبو بكر القاضي
? شخصية فريدة ... بطولة عتيدة .... فروسية حقيقية ، ذلك الفارس المغوار والبطل الذى يشق بفرسه الظلمات وتتبدد تحت سنابك فرسه الشهوات والشبهات وبغرته وسيقانه المحجلة تتدفق الأنوار لتنير للسائرين وراءه الطرقات... فهو العالم الفذ ، والعابد المتأله والمصلح المفكر ، والمجاهد بالبيان والسنان يحمل رسالة الهدى و النور التى لا تعرف الحواجز الأرضية ولا الحدود الجغرافية فهى بحق عالمية
{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} (107) سورة الأنبياء.
? هذه الرسالة لا تبنى قصوراً على الرمال ولا تترك الواقع معانقة للخيال بل هى تعالج الواقع بكل علله مصطحبة ثوابتها ومبادءها وربانيتها فهى بذلك واقعية وهى أيضاً لا تقصر نفسها على مجال فى الحياة دون مجال بل هي صاحبة نظرة شمولية للدين والدنيا وظيفتها حفظ الدين وسياسة الدنيا به.
? رسالة عظيمة تتدفق رحمةً وهدىً ونوراً وإيماناً ينهل البشر منه فما يزيدها الانهال إلا فيضاناً وبقاءً وخلوداً عبر الزمان والمكان
{ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ} (17) سورة الرعد.
? انطلق فارسنا مؤمناً برسالته العظيمة يسبق إلى مراضي الرحمن تبارك وتعالى يسمع كل هيعة وصيحة ليجيبها .... يا خيل الله اركبى ، فيجيب
{ وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}(84) سورة طـه.
? هذه الاستجابة فى كل خير وفضل لا يألوعلى الدنيا ولا يلتفت إلى الأغيار
ولاحتى المنافسين وهو صادق التوجه مستعينا بالله يعلم قوله تعالى في الحديث القدسي(واغزهم نغزك) كل يوم غزوة فى سبيل الله ... انتصاراً على النفس الأمارة بالسوء وشياطين الجن والإنس ، حتى خرجت نفسه من نفسه فأصبح رجلاً بمعنى كلمة رجولة ... وأيضاً ليس أىّ رجل بل من رجال الله
{مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (23) سورة الأحزاب.
? اختلط حب الله بشحمه ولحمه ... اختلطت أنفاسه وزفراته بهموم أمته ألماً وأملا ... ترحا وفرحـاً، فاكتسبت حركاته وسكناته صبغة العبودية والربانية، فأصبح لسان حاله يخاطب ويناجى ربه استجابة وراء استجابة .
? ليست الاستجابة فى عبادة دون عبادة ولا وقت دون وقت بل يقول من أعماق فؤاده وكيانه... لبيك اللهم حياة كاملة وعمراً وافراً،
{قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (162، 163) سورة الأنعام
? لقـد طال عليه الليل وهو يفكر فى أمر أمته فى آلامها وآمالها حاضرها ومستقبلها، أليس لهـذا الليل نهاية ...ألا لكل ليل آخر ، ولكل ظلمات فجراً ، ولكن هل لك أيها الفارس دور؟؟
فـالفجر آت لا محالة ونصر الله قريب، والله متم نوره ولو كره الكافرون، فلا تقلق الا على نفسك.
? أيها الفارس دورك يتأتى أولاً باعتصامك بالله فى أن تمشق سلاحك البتار وسيفك البراق الذى يفرق بين الحق والباطل هذا هو القرآن النور والروح والحياة .. القرآن يصنع الفرسان، يخرجهم من الظلمات إلى النور ومن جملة الأموات إلى حقيقة الحياة ويهديهم بإذن الله إلى صراط مستقيم ثم الصبر على عقبات الطريق فانما النصر مع الصبر...هذاالدور يمتثل صوتا عنيفاً ينطق به حال المسلمين في كل مكان.
? هذا الصوت هز أعماق آخر الفرسان .. فعلم أن الوقت حان ولابد من تدارك الزمان وتحقيق الإيمان .. من علم وعمل ودعوة إلى الرحمن، فقام يجوب الدنيا يعبدها لله يربط بين الأرض والسماء والدنيا بالآخرة يدعو إلى الله ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله!!.
? يمتطى فى ذلك الليل والنهار والسهول والقفار ليصل إلى ربه غاية أمره ومناه العزيز الغفار، {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} (5) سورة نوح.
? يريد أن يأخذ بنصيبه من شرف التجديد ان لم يكن هوالمجدد فهو مشارك باذل فى تجديد أمر الدين (إن الله يبعث على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها) فيأخذ من إرث النبوة ذلك النهر الثجاج من العلم النافع والعمل الصالح والدعوة إلى الله، {وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} (170) سورة الأعراف.
? {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ} (3) سورة العصر
علم بالشرع أصيل رصين وعمل متواصل فى الصلاح والاصلاح، ولا يفتأ ذلك الفارس عن الصيام والقيام وقراءة القرآن ، وذكر الرحمن ، وهو هو من يعلم ويتعلم ويشارك فى إصلاح أمته وإن خفى مكانه وقل من يدرى عنه ويحسب له حسبانه فهو بحق رجل الصدق والإخلاص والتجرد ( إن كان في الحراسة كان فى الحراسة وإن كان فى الساقة كان فى الساقة) فهو رجل المرحلة ، وهو آخر الفرسان الذى سوف ينطلق وحده ثم ستنطلق خلفه جحافل الفرسان المجددون المقتدون بقائدهم فهو آخر الفرسان صبرا على التفرد والغربة ففاز بالوصل قبلهم وبالدلالة على الخير دونهم جذبه عبق السلف والأجداد فى السبق فى الخيرات.
? هيا أيها الفارس النبيل فالعالم ينتظرك ويترقب قدومك يعد اللحظات لكى يرى صاحب القلب السليم النقي الصافي الصلب كالزجاج الذي ضرب الله به المثل في القرآن لقلب المؤمن الذى يسافر به قبل بدنه وفرسه، فهل من رجل على ذلك الوزان حتى يفز بلسان الصدق فى الآخرين
ويذكر عبر الزمان...... بآخر الفرسان
1 التعليقات:
gamda gednnnnnn b2aaa
إرسال تعليق