الأجنحة الصغيرة
دعوة لتآزر الأجيال لا لصراع الأجيال
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
من نعم الله علينا أن فتحنا أعيننا فإذا نحن بدعوة الله تبارك وتعالي قد انتشرت في كل مكان وكان لمشايخنا وعلمائنا فضل السبق في التعليم والتربية والتضحية في سبيل هذه الدعوة المباركة بالأعمار والأموال وهذا والله شرف عظيم نسأل الله أن يديمه عليهم وأن يلحقنا بهم .
لقد انتشرت مبادئ وقيم الدعوة السلفية ( وسمها بأي اسم المهم المنهج منهج القرآن والسنه بفهم أعلم الناس بهما وهم الصحابة رضي الله عنهم وبقية القرون الخيرية ) دعوة ملؤها الخير والنور وانطلقت أسراب الطيور المغردة تشق الظلمات بفجر تلك الصحوة المباركة .
وإذا هذه الطيور تكبر وتنضج ويشتد عودها وينشر جناحها ويكتب لها القبول والإنتشار بين الناس وبهذا الجناح القوى تقطع المسافات الطوال في طريق السير إلى الله والدارالآخرة في طريق العلم والعمل والدعوة وما حصل ذلك الجناح الوارف الظلالْ الا بالعمل والكسب والتضحية والتوفيق أولاً
وآخراً بيد الله تبارك وتعالي .
ثم تنطلق الأسراب تلو الأسراب من العصافير الصغيرة التي فتحت أعينها فوجدت صقورا قوية تقود تلك الأسراب في مسيرتها إلى الله تبارك وتعالي .
إنه منظر رائع حقا حين تري ذلك المشهد طيورا تضرب بأجنحتها القوية والضعيفة وكل علي قدره في أفاق السماء حباً وشوقاً إلى الله تبارك وتعالي تريد أن تجوب الدنيا كلها دعوة وتربية وتعليماً لتخرج أجيالاً أخرى ينظرون إلى فوق ويتعلقون برب السماء ويعلمون رسالتهم الخالدة ..
جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة
يبشرون بالفجر والنور الأكيد إشراقه
( يريدون ليطفئوا نور الله بافواههم والله متم نورة ولو كرة الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره علي الدين كله ولوكره المشركون )
وفجأة .. خلال تلك المسيرة المباركة إذا بعصفور يضرب بأجنحته الصغيرة في أجواء السماء فإذا بالريح تصفع جناحيه الصغيرين صفعات مؤلمة .... يكاد من جرم الألم يخر من السماء ولايشعر به أحد من أقرانه من العصافير الصغيرة الذين هم أصلب عوداً و أشد قوة وهذا التفضيل من دلائل ربوبية وألوهية ملك الملوك تبارك وتعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار).
وذكر تبارك وتعالي الحكمة في ذلك في الحديث الصحيح حين سألها آدم عليه السلام فقال: ( يآدم إني أحب أن أشكر ) .
جناحان صغيران ضعيفان لم تثقلهم العواصف ولم تقوهم الأعمار والعلوم والأعمال ...... وهما صغيران في كل شئ فماذا يحتاج ذلك العصفور الذي ملأ قلبه حب و شوق حركه في فضاء الحياة لكي يكون له نصيب من تلك السماء الواسعة الشاسعة وهى تسعه وتسع غيره وهى مخلوقة لله , فكيف تكون الدعوة إليه كيف يكون فضل الله وخزائن جوده تبارك وتعالى ( والله يرزق من يشاء بغير حساب ) ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم ) .
إنَّ الضرب بالأجنحة في فضاء الدعوة إلى الله يسع كل من أخلص قلبه لله وأسلمه لربه حباً وشوقاً ويقيناً وتضحية وإن كان جهد المقل وإن كان الجناح صغيراً جداً بل أقول قد يسبق ذلك الجناح جناحاً كبيراً قد شاب ريشه وقويت عظامه ألم تسمع قول البني صلي الله عليه وسلم: ( سبق درهم مائة ألف درهم ) ألم تسمع لذلك الصوت الآتي من أغوار الغيب علي لسان نبينا صلي الله عليه وسلم حاكياً عن ذلك الراهب المتجرد المربي: ( أي بني إنك اليوم أفضل منِّى )
هذا الجناح الصغير الذي صفعته الرياح وهى شديدة وحق لها أن تألمه فيها ظلمات ورعد وبرق هي فتن وإختبارات تموج كموج البحر المظلم شديد السواد هذا الجناح الصغير الجريح يحتاج إلى الأجنحة الكبيرة أن تحتويه بريشها الدافئ من ذلك البرد القارس وأن تضمد جراحه الغائرة وأن تشعره بالأمان الذي ظن أنه فقده من جراء ما رءاه في تلك الظلمات من الرياح ... يذكرونه ( الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) يذكروه بالحنان ( رحماء بينهم ) ( أذلةٍ علي المؤمنين ) ( إنى أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون ) فهناك ظلمات وهناك طيور لهذا الظلام ينشرون الشقاء والتعاسة من خلال الغاسق إذا وقب ...
فقد رأي فيهم الغلظة والجفاء وذلك طبيعي لأنهم اعداؤه أما العجيب هو أن توجد تلك الغلظة والجفاء في حاملي النور وطيور الهدى أصحاب رسالته وقضيته ولاحول ولاقوة ألا بالله ...
يحتاج ذلك الجناح الصغير لمن يقول له انطلق طِر ولو لِلَحظات فإذا ضعف وجد ذلك الجناح القوي من خلفه يقويه ويعضده ويقول له لا عليك أنت قوى بالله ثم بإخوانك ومشايخك .
هذا هو تآزر الأجيال لا صراع الأجيال لا سيطرة الجناح الوارف الظلال علي كل شئ حتي يكاد - شعر أو لم يشعر- يطيح بالصغار أصحاب الأفئدة النقية الغضة الطرية .
إن الأجنحة الكبيرة عليها دور ثقيل في إحياء ذلك الاحتواء وتلك الرعاية الصادقة التي يصدق فيها عبارة التآزر التي تشعرك بالقوة في حنان .. والنصرة في توجيه رؤوف... والتربية في نظرة ملؤها الحب والود حتى وإن كانت معنفة معاتبة...
هاهو ذاك العصفور الصغير يحتويه ذلك الصقر الكبير بجناحيه العظيمين في كل شئ فضلاً عن الدفء و الرحمة ... يقول له سوف تكون في يوم من الأيام مثلي وأفضل فاشدد عودك وقوِّ قلبك واربط عليه بالإستعانة بالله وطر و انطلق وإياك والنظر إلى جناحيك بل انظر إلى الوهاب تبارك وتعالي واطلب منه المزيد ( وقل رب زدني علما ) هو سحاء الليل والنهار أرأيت ماذا أنفق منذ خلق السماوات والأرض لم يغض مافي يمينه فإياك والطمع في أي شئ إلا في فضله تبارك وتعالي إسبح في الفضاء الواسع واجعل أحضان السماء تحوطك وتشملك وستجد السعة والراحة والرفعة المتجهةإلى فوق بلا تناهي ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون ) .
ووقر الأجنحة الكبيرة واعمل بنصحهم واغضض طرفك عن عيوبها فقد دُفنت العصمة مع المعلم الأكبر رسول الله صلى لله عليه وسلم
واعمل بهمتك فوق الأهوال والعواصف والأمواج المتلاطمة واستمسك بالنور(ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور) وإياك والخوف إلا من الله
( إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون ) .
( إن الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون ) .
فيضرب العصفور الصغير بجناحيه بقوة وكأنه حي بعد موت وأفاق بعد غفله وقوى بعد ضعف .
وينطلق وأركان ضميره شاكرة لله تبارك وتعالي ولذلك الصقر العظيم ويتذكر قول الله عز وجل :
( ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الانجيل كرزع أخرج شطئة فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقة يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً ) .
2 التعليقات:
نحتاج إلى مزيد من القرب من الله ..
إذا لم يك عون من الله للفتى .. كا أول ما يقضي عليه اجتهاده ..
بارك الله فيك .. وقدر لك الخير
أحبك في الله ..
أبو البركات المصري
اللهم انصر الاسلام واعز المسلمين وارفع راية الحق والدين وثبت اقدمنا واجعل مصر بلد امن امان سخا رخا ومكن عبادك الصالحين واجعلنى منهم يا رب العالمين اللهم امين
إرسال تعليق