Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

الخميس، 31 مارس 2011

أشواق قلب


أشواق قلب

 

كتبه / أبو بكر القاضي

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم


أصبحنا نعيش في زمن طغيان المادة والحس علي كل مجال من مجالات الحياة فأصبحت الدنيا بذلك كئيبة غريبة موحشة ولم يدر عباد الدرهم والدينار أن هنالك جنة في تلك الدنيا فيحاء ولذة لو يعلمون مكانها لأنفقوا أموالهم كلها لتحصيل ذرة منها وما هم موفوها قدرها ألا وهي جنة الشوق إلى الله تبارك و تعالى ، والشوق هو هيجان القلب لرؤية المحبوب وهو ما نعبر عنه في حياتنا اليومية بكلمة (وحشتني ) أي انه يصيبه وحشة بعدم رؤية محبوبه فأصل الشوق المحبة وهي مسألة كثر مدعوها وقل العاملون بها فقد يتبادر الآن سؤال كيف أحب الله؟؟..فأرد عليك بسؤال أخر تلخص لك إجابته عن أسباب الحب والشوق قائلا:
                                   ولماذا لانحب الله ؟؟
1-   أليس هو الذي خلقك من عدم ولم تكن شيئا مذكورا .
يقول الله تعالي " هل أتي علي الإنسان حينٌ من الدهر لم يكن شيئا مذكورا "
( الإنسان 1 )
ولم تر بعينك خيراً الا منه تبارك وتعالي وأنعم عليك بكل جميل في الدنيا وكان من محاسن بره وسعة رحمتة انك ولدت مسلما ؟؟
2-   ألم تعلم أن الله تبارك وتعالي له الأسماء الحسنى والصفات العلي والكمال المطلق والجمال والجلال
" لا اله ألا هو له الأسماء الحسنى" ( طه 7 ) هو نور السماوات والأرض وحجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات( أنوار ) وجهه ما امتد إليه بصره هو الأول الذي ليس قبله شئ والآخرالذي ليس بعده شئ إليه المنتهى والظاهر فليس فوقة شئ والباطن ليس دونه شئ وهو في ملكه وعظمته وغناه مع ذلك هو الودود اللطيف الذي يتودد إلى عبادة ويلطف بهم وينعم عليهم ويرحمهم فهو الرحمن الرحيم .

فمن أولى بالمحبة من الله ؟؟


فمن يستحق الشوق غير الله ؟؟

فالنعم أولى ام المنعم ؟؟... المال والأهل أم الله تبارك وتعالي ؟؟
أءله مع الله ؟؟

الأنداد أولى وخير أم الله الواحد القهار ؟؟

ولن تتنعم بنعمة الحب الا في طي تدبر آيات الله الكونية في خلق السماوات والأرض وآياته الشرعية في تنزيل القران الكريم علي نبينا صلي الله عليه وسلم وفعلا من تذوق القران وهو يحدثك عن الله فيشعرك بمعية الله .. فإذا صح لك مقام المحبة
 فحينئذ يباشر القلب روح الحياة ويذوق طعمها ويصير له حياة أخرى غير حياة الغافلين المعرضين عن هذا الأمر الذي له خلق الخلق  ولأجله خلقت الجنه والنار وله أرسلت الرسل ونزلت الكتب
ويشعر بجنة الدنيا أنساً بالله وبذكره فحينئذ يستعر الشوق إلى الله ويتأجج استعجالا للقائه دون تمني البلاء والموت بل لسان حاله دعاء النبي صلي الله عليه وسلم " اللهم بعلمك الغيب وقدرتك علي الخلق أحيني ما علمت الحياة خيراً وتوفني ما علمت الوفاء خيراً " هذا الشوق يجعله يرتقي في كل يوم منزلة ودرجة علي الله تبارك و تعالى فماهي علامات المشتاقين ؟؟
هذا ما سنورده في الحلقة القادمة ..  

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة